الاثنين، 17 نوفمبر 2014



  
من أنا ؟
 سأدعي أني بحار عتيق أبحرت كثيرا ولم أبتل  اجتباني الماء وخذلتني الموانئ الجاحدة..وسأدعي أني أعرف لغة النوارس وسأزعم وربما للمرة الأخيرة أني قرأت كل أسفار الريح وكتبت ما لن يمحى على الموج ولكن هل يحفظ الماء.؟
وسأدعي وربما لمرة أخيرة أيضا أني اعرف ماذا تخبئ المدن في الأزقة الضيقة والمطاعم التي تحتفي بالغرباء والقطط المتشردة ..وسأزعم وأني على بعد الف ميل أستطيع  أن أفرق بين أيادي العشاق المتماسكة من بين الف أياد تحاول القبض على المستحيل..لأيادي العشاق  أمان كأنه المهد أو لنقل كأنه عشاء الأمهات .
وسأدعي أني عرفت أجمل ما تخبأ المدن وأجمل ما تخبأ النساء أيضا..وسأدعي أني لم أكن يوما ذلك الملاك إلا بما  كان يضمن لروحي السلامة .
ورأيت المدن كثيرا من حيث لا يراها الكثيرون..رأيت المدن وهي تتكأ على الماء..والدخول إلى المدن من حيث البحر أشبه بإحتضان أمرأة من الخلف..حيث تمتلك منها كل شيء وتهبك هي كل شيء وتتقاسمان دون منة كل شيء.    
 وعندما تعبت  ..وأصبحت كل صلاة للجماعة ركعة أخيرة  وعندما لم  يعد لي القدرة على الرحيل ولا إغواء النساء كما كنت أفعل , ولأني ما أعتدت الهبات ولا الرجل الآخر أبدا  وكانت الريح تعوي والأشرعة ممزقة  والمودعون الذين كانوا يودعونني ما عادوا يجيئون إنحزت  مكرها للرمل  للعطش للسواحل  والموت كشجرة ألف أجمل مرة من الموت كصلاة تظل الطريق للسماء.
والآن أعترف أني تمردت كثيرا على قدري  ادعيت الجنون أحيانا ..البلاهة أحيانا أكثر   وسقطت مرارا لكني كنت أنجو وربما بخسائر كثيرة والحياة تهب العوض .
والآن هزمت ..وفي نهاية اليوم أنا ابن الطين  ولم تعدني أبدا السماء بالخلود
وهذا أنا............